ولعلي أبدأ اليوم بسطر من تعليق قارئ كريم على قصة الأمس المحزنة وهو يكتب: سامحني يا دكتور، لكن هذا الطرح (قصة شرعا) لا يمكن أن يكون في بلاد الحرمين، ولكنه قصة فيلم أمريكي. وله ولغيره أؤكد أن شرعا، رحمها الله، كانت قصة حقيقية عاشت في يومها الأخير ذات المشهد المأساوي الذي كان في قصة الأمس، وهنا سأسترسل في تعليق القارئ للمقاربة بين قصة شرعا في بلاد الحرمين وقصة أخرى من أمريكا ولكنها من الواقع لا الأفلام. قصة شرعا، تختصرها العناوين البارزة لصحيفة "الحياة" يوم الجمعة الماضي حيث كانت هذه الطفلة بالصحيفة عنوان الصفحة الأولى البارز. ويورد التحقيق الصحفي الجريء بذات الصحيفة أن والدة شرعا المطلقة سبق أن تقدمت بتسعة بلاغات إلى مركز شرطة بالرياض وتطلب في كل بلاغ نجدة ابنتها وإنقاذها من براثن العذاب وفي كل مرة تتقدم ببلاغ لا يكلف - المستقبل - له نفسه حتى بفتح ورقة من محضر.
هذا تواطؤ على قصة طفلة من سنوات تسع فيما الأفلام الأمريكية التي يتحدث عنها القارئ الكريم تنسج قصصها على إنقاذ قطة شاردة سقطت في حفرة.
في يومها الأخير، وبشهادة مديرة المدرسة وبخط معلمة فاضلة في رسالة رثاء مؤثرة، فإن شرعا رفضت الخروج من المدرسة وكانت تصرخ رعباً قبل أن تسلم لقاتلها بالقوة.
وإمعاناً في مأساة لا تحدث حتى في الغابات فقد أخذت الشرطة شقيق شرعا "سبع سنوات" لأخذ إفادته بعد وفاة شقيقته، وبعد انتهائه من رواية القصة أمام ذات الأجهزة المختصة تمت إعادته إلى ذات المنزل الذي شهد أمام عينيه نهاية شقيقته المرعبة، وفي ذات المنزل، وبحسب صحيفة الحياة بالأمس فقط، انهالوا عليه بالضرب والتهديد إن هو تفوه بكلمة.
الذي حدث للطفل، ناصر، ولشقيقته شرعا، لا يمكن أن يكون في فيلم هندي أو أمريكي. طفل عمره سبع سنوات يشاهد شقيقته تواجه هذه النهاية البشعة ثم يؤخذ للتحقيق، ثم الأدهى أن يعاد إلى ذات المنزل وكأن البلد الذي يضم اليوم عشرة ملايين بيت لم يجد فيه مكاناً واحداً إلا ذات المكان الذي شهد فيه مصرع شقيقته وساعة عذابها الأخيرة.
كل هذه المأساة تثبت استهتاراً فاضحاً لا بقيمة الإنسان فحسب، بل بقيمة أطفال قصّر ولكم أن تتخيلوا أنه حتى بالأمس مازال القضاء يدرس حق الوصاية على هذا الطفل الذي لو كانت قصته وشقيقته عند غيرنا لكان المجتمع بأكمله في حالة طوارئ.
طفل في سبع سنوات، شهد بعينيه قتل أخته على يد أبيه، يؤخذ للتحقيق ثم يعاد لذات المنزل فيما أمه المطلقة على بوابة الشرطة والمحكمة تحمل المعاريض: أسألكم بالله، هل في هذا شيء من منطق الإنسانية؟
هذا تواطؤ على قصة طفلة من سنوات تسع فيما الأفلام الأمريكية التي يتحدث عنها القارئ الكريم تنسج قصصها على إنقاذ قطة شاردة سقطت في حفرة.
في يومها الأخير، وبشهادة مديرة المدرسة وبخط معلمة فاضلة في رسالة رثاء مؤثرة، فإن شرعا رفضت الخروج من المدرسة وكانت تصرخ رعباً قبل أن تسلم لقاتلها بالقوة.
وإمعاناً في مأساة لا تحدث حتى في الغابات فقد أخذت الشرطة شقيق شرعا "سبع سنوات" لأخذ إفادته بعد وفاة شقيقته، وبعد انتهائه من رواية القصة أمام ذات الأجهزة المختصة تمت إعادته إلى ذات المنزل الذي شهد أمام عينيه نهاية شقيقته المرعبة، وفي ذات المنزل، وبحسب صحيفة الحياة بالأمس فقط، انهالوا عليه بالضرب والتهديد إن هو تفوه بكلمة.
الذي حدث للطفل، ناصر، ولشقيقته شرعا، لا يمكن أن يكون في فيلم هندي أو أمريكي. طفل عمره سبع سنوات يشاهد شقيقته تواجه هذه النهاية البشعة ثم يؤخذ للتحقيق، ثم الأدهى أن يعاد إلى ذات المنزل وكأن البلد الذي يضم اليوم عشرة ملايين بيت لم يجد فيه مكاناً واحداً إلا ذات المكان الذي شهد فيه مصرع شقيقته وساعة عذابها الأخيرة.
كل هذه المأساة تثبت استهتاراً فاضحاً لا بقيمة الإنسان فحسب، بل بقيمة أطفال قصّر ولكم أن تتخيلوا أنه حتى بالأمس مازال القضاء يدرس حق الوصاية على هذا الطفل الذي لو كانت قصته وشقيقته عند غيرنا لكان المجتمع بأكمله في حالة طوارئ.
طفل في سبع سنوات، شهد بعينيه قتل أخته على يد أبيه، يؤخذ للتحقيق ثم يعاد لذات المنزل فيما أمه المطلقة على بوابة الشرطة والمحكمة تحمل المعاريض: أسألكم بالله، هل في هذا شيء من منطق الإنسانية؟